Reader Mode

إن الله لم يُضيِّع من أقبل عليه ..ولم يتركهم لحظة بلا سند ولم يدعهم برهة بلا نور ولا نصير. تيقنوا بأنه جلا جلاله لن يتخلَّى عنكم أنتم أيضًا، وبلِّغوا كلَّ ما تستطيعون أن تبلِّغوهم من أصدقائكم بأنه سبحانه جلا جلاله لن يكلكم لأنفسكم طرفة عين، نحن دائمًا نرجو هذا من الله ونقول: “يا حي يا قيوم، الحياة عنصر مهم جدًّا للغاية، فهي مرآة تتجلى فيها الصفات الإلهية، والقيومية هي استمرارية الحياة ودوامها، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء دائمًا: “يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث”. أي بهذه الرحمة ياربي أدعوك وأتضرع إليك وأسألك العون والنصر.

“أصلح لي شأنه كله”، حاشاك ما في خلق الله لك شيء يستوجب إصلاحه.. ولكنك تقول ذلك بمقتضى إمامتك، وليكون درسًا لمن بعدك، روحي لك الفداء.

“ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”، وفي رواية أخرى “ولا أقل من ذلك”، هل هناك فترة زمنية أقلَّ من ذلك؟ برهة كالبرق الخاطف، أي بالنسبة للثانية هي الثالثة، أي ربي لا تتركني مع نفسي ولو لثانية واحدة.. كلا ولا حتى لثالثة، وهي بالنسبة للثانية واحدة من الستين، ولا أقل من ذلك. وفي رواية ضعيفة “ولا إلى أحد من خلقك”، وأنتم بإمكانكم أن تقولوا: “ولا إلى أعدائك ولا إلى أعدائنا.

يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولا إلى أحد من أعدائك وأعدائنا وأعداء خدمتنا وحركتنا وجماعتنا ومؤسساتنا من الأحزاب كلها. “الَّلهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ مُجْرِيَ السَّحَابِ، هّازِمَ الْأَحْزَابِ، اِهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ” هذا دعاءه صلى الله عليه وسلم، وليس من عندي، “الَّلهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ مُجْرِيَ السَّحَابِ، هّازِمَ الْأَحْزَابِ، اِهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ، واجعلنا اللهم من عبادك المؤمنين الخالصين المُخْلَصين الخاشعين. حينئذ نكون من الفائزين المفلحين الذين ذكرتهم يارب في كتابك.

“قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ*الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ”.

اللهم وفقنا بأن نكون من هؤلاء المؤمنين الذين ذكرت أوصافهم السامية ومزاياهم العالية في كتابك الكريم واجعلنا منهم يا كريم(آمين)

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

About The Author

عالِم ومفكِّر تركي ولد سنة 1938، ومَارَسَ الخطابة والتأليف والوعظ طِيلة مراحل حياته، له أَزْيَدُ من 70 كتابا تُرْجِمَتْ إلى 40 لغة من لغات العالم. وقد تَمَيَّزَ منذ شبابه المبكر بقدرته الفائقة على التأثير في مستمعيه، فدعاهم إلى تعليم الأجيال الجديدة من الناشئين والشباب، وَبَذْلِ كلِّ ما يستطيعون في سبيل ذلك.

Related Posts