Reader Mode

سؤال: ما الفرق بين إطلاق كلمة “إله” وإطلاق لفظ الجلالة: “الله”؟

الجواب: إن كلمة “الإله” معناها في الأصل “المعبود”، وتُقابَل بكلمة “God” في الإنجليزية، وكلمة “Tanrı” في التركية وكلمة “Dieu” في الفرنسية، وكلمة “خُدا” في الفارسية؛ لكنها ليست ألبتة مرادفة لكلمة “الله” الجامعة لأسماء الله الحسنى كلها، فعند ذكر كلمة “الله” يسبق إلى الذهن الذات الأجلّ الأعلى الذي له جميع الأسماء الحسنى المتجلية في الكون، فهذا هو المعنى المفهوم لكلمة “الله”، أي هو وحده المعبود المطلق، الخالق المطلق، المقصود المطلق، الرزاق المطلق، البارئ المطلق، الجميل المطلق… إلخ.

وهذا المعنى العامّ هو الذي يُفهم من لفظ “الله” الجامع المشتمل على أسماء الله الحسنى، فهو اسم خاصّ بالله جلَّ جلاله، فعندما يُذكر “الله” نفهم منه أن المقصود هو المعبود المطلق واجب الوجود؛ ولكن إذ ذكرت كلمة “إله” سبَق اسم “زيوس (Zeus)” إلى ذهن اليوناني القديم وعجل”آبيس (Apis)” إلى ذهن المصري القديم… إلخ؛ إذًا هنا يسبق إلى الأذهان آلهة معبودة بحق وبغير حق، أمَّا عند ذكر لفظ “الله” الاسم الخاصّ بالله تعالى فلا يسبق إلى الذهن سوى الذات الإلهية واجب الوجود من له الأسماء الحسنى، فإن استعمل أحدهم لفظ “إله” بدلًا من لفظ “الله” فقد أخطأ وخانه التعبير الصحيح عن قصده وغايته، نعم يجوز استعمال لفظ “إله” مقابل “خُدا” أو “Dieu” أو “God” لا في مقابل لفظ “الله”؛ ولما كان لفظ الجلالة “الله” اسمًا خاصًّا بالذات الإلهية قلنا في الشهادة: لا إله إلا الله، ولم نقل “لا اَللهَ إلا الله”؛ فشهادتنا نفي لجميع الآلهة، ثم إثبات الألوهية لله تعالى المعبود المطلق وحده.

فهرس الكتاب

 

About The Author

عالِم ومفكِّر تركي ولد سنة 1938، ومَارَسَ الخطابة والتأليف والوعظ طِيلة مراحل حياته، له أَزْيَدُ من 70 كتابا تُرْجِمَتْ إلى 40 لغة من لغات العالم. وقد تَمَيَّزَ منذ شبابه المبكر بقدرته الفائقة على التأثير في مستمعيه، فدعاهم إلى تعليم الأجيال الجديدة من الناشئين والشباب، وَبَذْلِ كلِّ ما يستطيعون في سبيل ذلك.

Related Posts