Reader Mode

المبلّغ سمح في أطواره، والحقيقة أن التسامح هو سعة الصدر وسعة أفق في النظر، وليس فيه معنى التنازل عن الدعوة ولا المداهنة قط. ولنوضح ذلك بمثال:

الكلام الذي نطق به الرسول الأعظم لكفار مكة الذين أخرجوه منها ومن آمن معه، بعد أن أذاقوهم صنوف العذاب، هذا الكلام رمز ساطع للتسامح، فقد سأل: “ما ترَون أني فاعل بكم؟” فأجابوه: “خَيراً أخٌ كريم وابن أخ كريم” فقال لهم ما قاله يوسف u لإخوته: ﴿لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾(يوسف:92). ولقد أظهر سيدنا يوسف التسامح على إخوته بينما الرسول أظهره حتى لأعدائه، ففاق كرمه كرم سيدنا يوسف.

فهرس الكتاب

About The Author

عالِم ومفكِّر تركي ولد سنة 1938، ومَارَسَ الخطابة والتأليف والوعظ طِيلة مراحل حياته، له أَزْيَدُ من 70 كتابا تُرْجِمَتْ إلى 40 لغة من لغات العالم. وقد تَمَيَّزَ منذ شبابه المبكر بقدرته الفائقة على التأثير في مستمعيه، فدعاهم إلى تعليم الأجيال الجديدة من الناشئين والشباب، وَبَذْلِ كلِّ ما يستطيعون في سبيل ذلك.

Related Posts